يواجه الأهل الذين يربون أطفالًا ذوي طيف التوحد تحديات كبيرة تتطلب فهماً عميقاً وتوجيهًا فعّالً للتعامل مع هذه الفئة . في هذا المقال، سنتناول توجيهات مهمة للأمهات للتعامل مع أطفالهن ذوي طيف التوحد بشكل يعزز فهمهم ويدعم تطورهم بشكل ايجابي.

1. الفهم والصبر:
يكمن الفهم والصبر في قلب التفاعل مع أطفال طيف التوحد. فهم الاحتياجات الفريدة للطفل يساعد في بناء علاقة قائمة على التفاهم.
مثال: عندما يظهر الطفل سلوكًا قد يبدو غريبًا أو غير مألوف، مثل تكرار نفس الكلمات أو الأصوات أو الحركات ، بدلاً من الانزعاج، خذي نفسًا عميقًا وتذكري أن هذا السلوك جزء من طيف التوحد. حاولي استكشاف السبب وراء السلوك بدلاً من تصحيحه فورًا.

2. توفير بيئة مريحة ومستقرة:
إن إنشاء بيئة هادئة وخالية من التشتت تساعد الطفل في التركيز وتوفير مكان آمن للتعبير عن نفسه.
مثال: تخصيص ركن هادئ في المنزل يحتوي على ألعاب مفضلة للطفل أو كتب تفاعلية، حيث يمكنه الذهاب إلى هذا الركن عندما يشعر بالارتباك أو الإرهاق.

3. تحديد الروتين والجدول الزمني:
يعزز تحديد جدول زمني ثابت وروتين يومي الأمان ويسهم في توجيه الطفل لفهم ما يحدث.
مثال: إعداد لوحة يومية تحتوي على صور أو رسومات تعبر عن الأنشطة اليومية، مثل الإفطار، وقت اللعب، الاستحمام، وذلك لتسهيل على الطفل فهم التتابع اليومي.

4. التواصل بوسائل متعددة:
استخدمي وسائل التواصل المتعددة، مثل الصور والرسوم البيانية، لتسهيل التواصل وفهم الطفل للمعلومات.
مثال: استخدام بطاقات ملونة تحمل صورًا للأنشطة اليومية مثل “الأكل” أو “النوم”، حيث يمكن للطفل اختيار البطاقة للتعبير عن رغبته، مما يعزز التواصل غير اللفظي.

5. تقديم التوجيه البسيط:
يساعد تقديم التوجيه بطرق بسيطة وواضحة على فهم الطفل وتحفيزه لتنفيذ الأنشطة.
مثال: بدلاً من قول “اجمع ألعابك وضعها في الغرفة”، يمكن تبسيط الجملة إلى “اجمع الألعاب” و”ضعها في السلة”، مما يسهل على الطفل فهم كل خطوة بوضوح.

6. استخدام مكافآت وتحفيز الإيجابيات:
يمكن استخدام نظام مكافآت لتعزيز السلوك الإيجابي وتشجيع الطفل على تحقيق الأهداف المحددة.
مثال: استخدام لوحة تحفيزية حيث يحصل الطفل على ملصقات ملونة أو نجوم عند تحقيق سلوك إيجابي، مثل الجلوس بهدوء أثناء الطعام، وبعد عدد معين من النجوم، يحصل على مكافأة يحبها.

7. الاستفادة من دعم المجتمع:
التواصل مع مختصين أو جمعيات و مراكز لهم نفس الحالات يمكن أن يكون مفيدًا للحصول على نصائح ودعم من الأفراد الذين يمرون بتحديات مشابهة.
مثال: الانضمام إلى المراكز او الجمعيات التي تتكفل بهم أو عبر الإنترنت للأمهات اللواتي لديهن أطفال ذوي طيف التوحد. يساهم في تبادل التجارب والأفكار يمكن أن يكون مصدرًا قيّمًا للإلهام والمساعدة.

8. تقديم الدعم للعائلة:
لا تنسي أن تبحثي عن الدعم لنفسك، وتشجيع الأمهات على البحث عن مساعدة لتحمل التحديات والمشاركة في التجارب.
مثال: طلب مساعدة من أحد أفراد الأسرة لرعاية الطفل لفترة قصيرة، مما يتيح لكِ قضاء بعض الوقت للاسترخاء أو القيام بأنشطة تهتمين بها.

9. التفاعل باللغة البسيطة:
استخدمي لغة بسيطة وواضحة عند التحدث مع الطفل. تجنبي اللغة المعقدة واستخدمي كلمات محددة لتسهيل فهم المعلومات.
مثال: بدلاً من استخدام جمل معقدة مثل “هل يمكنك إحضار الكأس ووضعه على الطاولة”، يمكن تبسيط الطلب إلى “أحضِر الكأس” و”ضعه على الطاولة”.

10. تشجيع الطفل على الاستقلالية:
قدمي الدعم لتطوير مهارات الاستقلال، حتى يمكن للطفل القيام ببعض المهام بمفرده، مما يعزز شعوره بالتحكم والكفاءة.
مثال: تعليم الطفل كيفية ارتداء ملابسه بنفسه بتوجيهات خطوة بخطوة، مثل “ضع ذراعك في الكم”، مما يعزز من قدرته على القيام بالأنشطة اليومية دون مساعدة.

11. الاهتمام بالمهارات الاجتماعية:
يجب عليك القيام بتشجيع الطفل على تطوير مهاراته الاجتماعية من خلال اللعب مع أقرانه والمشاركة في أنشطة جماعية عكس عزله او الخجل به وعدم تقبله.
مثال: تنظيم لقاءات قصيرة مع أقرانه للعب ألعاب بسيطة مثل الكرة، مما يعزز تفاعله الاجتماعي بشكل تدريجي ويدعم تنمية مهارات التواصل بشكل تدريجي.

12. تعزيز التفاعل المشترك:
حاولي تعزيز التفاعل المشترك بينك وبين الطفل، سواءً عبر اللعب أو القراءة، يساهم في تعزيز التواصل وبناء علاقة قوية.
مثال: قراءة كتاب مع الطفل والتفاعل معه حول الصور الموجودة في الكتاب، مع توجيه أسئلة بسيطة مثل “ما هذا؟” أو “أين الكرة؟” لتعزيز التفاعل والتواصل بينكم.

13. التفاعل مع اهتماماتهم الفريدة:
اكتشف واهتم بالاهتمامات الفريدة للطفل، وحاولي توجيه الأنشطة والتعلم بناءً على هذه الاهتمامات.
مثال: إذا كان الطفل مهتمًا بالقطارات، يمكن تنظيم زيارة لمحطة قطارات أو شراء ألعاب تتعلق بالقطارات، واستخدام هذه الاهتمامات كفرصة للتعلم وتعزيز المهارات.

14. تطوير مهارات التحفيز الحسية:
ابحث عن طرق لتطوير مهارات التحفيز الحسية، مثل تقديم تجارب حسية مختلفة لتحفيز استجابات إيجابية.
مثال: تقديم أنشطة حسية مثل اللعب بالرمل أو الطين، مما يساعد الطفل في تحسين استجاباته الحسية وتطوير مهاراته الحركية الدقيقة.

15. الرعاية الذاتية للأم:
حافظي على صحتك النفسية والجسدية. قمي بالراحة والاستراحة عند الحاجة، حيث يمكن أن يكون التعامل مع الأطفال ذوي طيف التوحد تحديًا، والرعاية الذاتية أمر ضروري.
مثال: تخصيص وقت أسبوعي للاسترخاء، مثل ممارسة اليوغا أو قراءة كتاب تحبينه، للتخفيف من التوتر والحفاظ على صحتك النفسية والجسدية.

التوجيهات السابقة تهدف إلى توفير إطار شامل للأمهات لتعاملهن مع أطفالهن ذوي طيف التوحد. باعتماد هذه التوجيهات وتكاملها في الحياة اليومية، يمكن أن يسهم الأهل في تقديم الدعم اللازم وتعزيز تطوير أطفالهم.
تعامل الأمهات مع أطفال طيف التوحد يتطلب الفهم الكامل. من خلال تبني توجيهات فعّالة وبناء علاقات تعزز الفهم المتبادل، يمكن للأمهات أن يكون لهن دور إيجابي في دعم تطور أطفالهن ذوي طيف التوحد.