اضطراب طيف التوحد (ASD) هو اضطراب نمائي عصبي يؤثر على التواصل والتفاعل الاجتماعي والسلوك بشكل رئيسي. ولهذا يتطلب التعامل مع الطفل المصاب بالتوحد فهماً عميقاً واتباع استراتيجيات علمية دقيقة لضمان تحسين جودة حياته وتطوير مهاراته. ولكن مع الأسف، قد يقع بعض الآباء ومقدمي الرعاية في أخطاء قد تؤثر سلباً على تطور الطفل ونفسيته. في هذا الموضوع سوف نتطرق للأهم هذه الأخطاء:
1. تجاهل أهمية التدخل المبكر
يعتبر تأخير بدء البرامج العلاجية أو عدم الاهتمام بتشخيص الطفل في وقت مبكر. يؤدي التأخير في التدخل إلى تفاقم الأعراض، مما يجعل تحسين المهارات الاجتماعية والتواصلية أكثر صعوبة وتعقيد. حيث أظهرت الأبحاث أن التدخل المبكر، مثل برنامج تحليل السلوك التطبيقي (ABA)، يساعد في تحسين المهارات الإدراكية والسلوكية للأطفال المصابين بالتوحد.
2. الاعتقاد بأن التوحد ناتج عن سوء التربية
لوم الوالدين أو تحميلهم مسؤولية إصابة الطفل بالتوحد. يؤدي هذا الاعتقاد الخاطئ إلى شعور الآباء بالذنب ويمنعهم من التركيز على توفير الدعم اللازم للطفل.لهذا نقول للأباء ان التوحد هو اضطراب عصبي معقد يرتبط بالعوامل الوراثية والبيئية، وليس بسبب التربية كما يعتقد البعض.
3. عدم توفير بيئة منظمة ومستقرة
غياب الروتين اليومي والتغييرات المفاجئة في بيئة الطفل.يزيد من مستوى القلق والتوتر لدى الطفل ويؤثر سلباً على سلوكياته. حيث اثبتت الدراسات ان الأطفال المصابون بالتوحد يزدهرون في بيئات مستقرة ومنظمة تقلل من المحفزات الزائدة.
4. استخدام أساليب عقابية غير مناسبة
هناك خطأ شائع يقع فيه الكثيرين هو اللجوء إلى العقوبات القاسية للتعامل مع السلوكيات غير المرغوب فيها. هذا التصرف الغير الصحي يزيد التوتر والسلوكيات العدوانية لدى الطفل. لهذا يجب تعزيز السلوك الإيجابي باستخدام المكافآت أثبت فعاليته في تقليل السلوكيات السلبية.
5. عدم الاهتمام بالمشكلات الصحية المصاحبة
عادة مايصاحب اضطراب التوحد مشكلات صحية اخرى ( اضطرابات النوم، او مشاكل هضمية…الخ )اذا تم تجاهلها، يؤدي ذلك إلى تأثير سلبي على جودة حياته وقدرته على الاستجابة للتدخلات العلاجية. حيث أثبتت الدراسات أن أكثر من 50% من الأطفال المصابين بالتوحد يعانون من مشكلات صحية مصاحبة (مصدر الدراسة : American Academy of Pediatrics).
6. عدم إشراك الطفل في الأنشطة الاجتماعية
تجنب دمج الطفل في الأنشطة الاجتماعية بسبب القلق من ردود فعل الآخرين. يؤدي ذلك إلى عزلة الطفل وصعوبة في تطوير مهارات التواصل الاجتماعي. ان التفاعل الاجتماعي الموجه يساعد الأطفال المصابين بالتوحد على تحسين مهاراتهم الاجتماعية.
7. الاعتماد على علاجات غير مثبتة علميًا
قد يلجأ البعض الى تجربة علاجات بديلة لم تثبت فعاليتها مثل الأنظمة الغذائية الخاصة أو المكملات دون استشارة مختص في ذلك. قد تكون هذه العلاجات غير فعالة أو حتى ضارة خاصة بالنسبة للاطفال الذين يعانون من حساسية من بعض المواد . لهذا يجب استخدام برامج مثبتة علميا مثل ABA والعلاج السلوكي هو الأكثر فعالية للأطفال المصابين بالتوحد.
8. إهمال التواصل البصري
عدم تعزيز التواصل البصري أثناء التفاعل مع الطفل. قد يؤثر ذلك سلباً على قدرة الطفل على قراءة الإشارات الاجتماعية. الدراسات اثبتت ان التواصل البصري يعد جزءاً مهماً من التدريب على التفاعل الاجتماعي لدى الأطفال المصابين بالتوحد.
9. عدم تقديم الدعم العاطفي الكافي
التركيز على البرامج العلاجية فقط دون الاهتمام بمشاعر الطفل واحتياجاته العاطفية. يؤدي إلى شعور الطفل بالعزلة وعدم الأمان.حيث أظهرت الأبحاث أن تقديم الدعم العاطفي يعزز من فعالية برامج التكفل العلاجي.
10. عدم التعاون مع المختصين
إهمال استشارة الأطباء والمعالجين المتخصصين من وضع خطة علاجية متكاملة. قد يؤدي ذلك الاهمال إلى إهدار الوقت وفقدان فرص تحسين حالة الطفل بشكل مبكر .لهذا يجب الاستعانة بفريق متعدد التخصصات يوفر أفضل دعم علاجي للأطفال المصابين بالتوحد.(المصدر: Autism Research Center)
في الأخير، لابد من تجنب هذه الأخطاء واعتماد استراتيجيات مثبتة علمياً تساعد في تحسين حياة الطفل المصاب بالتوحد. المفتاح هو التفاعل الواعي، التعاون مع المختصين، والدعم العاطفي المستمر؛ الفهم والرعاية هما الطريق نحو تحقيق إمكانات الطفل الكاملة.
التصفح السريع للمواضيع
مواضيع ذات صلة
أوراق عمل مقترحة
تعليقات حول الموضوع
مواضيع ذات صلة
أوراق عمل مقترحة
التصفح السريع
من نحن
أول منصة رقمية في الجزائر والوطن العربي متخصصة في روضات الأطفال، تستطيع من خلالها روضات الأطفال أن تُعرّف بخدماتها الولي والمهتمين،كما تعتبر المنصة الوسيلة الأنسب للأولياء للبحث عن الروضة المناسبة لطفله، ومتابعة طفله بعد التسجيل أيضا.
تواصل معنا
support@rawdati.net
ads@rawdati.net